من المعلّم الجعبري البرهان إلى المعلّم الجعبري الكامل!

تاريخ الإضافة الأحد 30 تشرين الأول 2022 - 12:38 م    عدد الزيارات 889    التعليقات 0     القسم تدوينات

        


أسامة الأشقر

رئيس مجلس إدارة مركز المخطوطات والوثائق الفلسطينية وعضو اتحاد الكتاب العرب

 

 

1. قبل نحو ثمانمائة عام كان الشيخ أبو إسحاق برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري أول الجعابرة في الخليل وجدّهم الأقدم ورأس عمود نسبهم، وقد كان قبلها معلّماً معيداً في الزاوية الغزالية في الجامع الأموي بدمشق، وأصبح بعد ذلك معلّماً محققاً حاذقاً كبيراً مشهوراً وشيخاً للقراء، وشيخاً لحرم الخليل، ومؤلفاً لأكثر من مائة كتاب في دقائق علوم القرآن (في القراءات ورسم المصحف والتجويد وعلم العدد ولغة القرآن ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وتفسيره...)، وله كتبه المتقنة في الحديث رواية ودراية، وفقه السادة الشافعية، وفي اللغة وحروفها، وفي النحو والتصريف.

 

 

2. والجعابرة تعود أصولهم إلى بني ربيعة من عدنان التي استوطنت الجزيرة الفراتية في القرون الأولى، وكان الشيخ الجعبري الخليلي يسكن مع والده مؤذّن قلعة جعبر، نسبة إلى الزعيم الذي استولى عليها جعبر بن مالك القشيري، وكان اسمها قديماً قلعة دوسر؛ وهي اليوم تتربع في بحيرة سد الفرات الصناعية بعد أن كانت على ضفته.

 

 

3. كان الجعبري أحد علماء القلعة العسكرية التي تعدّ ذات أهمية عسكرية في عمليات إسناد مناطق الثغور في مواجهة البيزنطيين، قبل أن ينتقل منها إلى دمشق ثم إلى الخليل في أواخر القرن السابع الهجري في العصر المملوكي، وقد شهد في حياته تغوّل المغول على بلاد الشام كما شهد عصره العديد من معارك الأمة في مواجهة حملات ملوك أوروبا الصليبيين.

 

 

4. استقر الشيخ في خليل الرحمن لأكثر من أربعين عاماً، وكثر عقبه من ابنه شمس الدين محمد الذي تولى مشيخة حرم الخليل بعده، وبورك له في ذريته، حتى إننا نحتاج إلى تصنيف كبير لعرض أعلامهم ونبلائهم وأشرافهم ومناضليهم الذين لم يكن آخرهم هذا المعلّم الذي قرن علمه بعمله، وختم حياته بحياة أخرى أعظم وأجلّ في ظل العرش إن شاء الله؛ وانظر إلى هذا التوافق بين اسم محمد ابن كامل -إمامنا اليوم- ، ومحمد ابن البرهان - إمامنا بالأمس-، فكأنه امتداد له وظل متّبع، وشيخ له تلاميذ ممتدون يقبلون ولا يدبرون.

 

 

5. وكثيراً ما قالوا إن في الخليل بركةً مستورة تشرع في الظهور إذا ضاقت الأرض على الأجناد فيفتح الله سائر بركاته.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

حاخامات الاحتلال ودورهم في استهداف الأقصى

التالي

القدس... الدور الأردني وتحدّيات الأوقاف 

مقالات متعلّقة

ساري عرابي

فلسطين بين حريقين.. كيف يبني الفلسطينيون ذاكرتهم؟

الأربعاء 1 آذار 2023 - 10:33 ص

قبل ثماني سنوات، حرق مستوطنون منزلاً في قرية دوما، شمال شرق نابلس، أودت الحادثة بالعائلة؛ طفل رضيع ووالديه، ليبقى من بعدهم الطفل أحمد دوابشة. من غير الوارد أن يكون لدى الناس اتفاق عامّ على إدراك حقيقة… تتمة »

عدنان أبو عامر

اختلاف الأولويات بين واشنطن و"تل أبيب" حول التطبيع

الخميس 23 شباط 2023 - 10:52 م

في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال ضغوطًا لا تخطئها العين من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة إلى العملية السياسية مع الفلسطينيين، ولو من الناحية الشكلية غير المجدية، فإن الواقع الإقليمي، من و… تتمة »