مؤسسة القدس تشارك في مؤتمر نصرة الأقصى والمقدسات في بيروت
![]() ![]() ![]() |
3-5-2005 شاركت مؤسسة القدس من خلال أمينها العام الدكتور محمد أكرم العدلوني في المؤتمر الأول لنصرة الأقصى والمقدسات الذي انعقد في فندق السفير في بيروت الثلاثاء في 3-5-2005 بدعوة من تكتل الجمعيات والهيئات الأهلية اللبنانية لدعم المقاومة والانتفاضة، وبحضور وزير العدل خالد قباني ممثلاً رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، والرئيس سليم الحص وعدد من الشخصيات. بعد النشيد الوطني، ألقى الشيخ القاضي أحمد الكردي ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني كلمة قال فيها: "ان واقع المسلمين اليوم تجاه نصرة الاقصى، ويا للاسف وصل الى حد الضعف والتنازع وتقديم المصالح الخاصة على مصلحة الامة العامة. ان المنازعة والمخاصمة بين الشعوب تؤدي الى الخسارة وضياع الامة، وتذهب بقوة الشعوب فيذهب النصر".
تلاه الرئيس سليم الحص الذي اعتبر فيها: "ان المقاومة لا تكون بالسلاح حصراً. فالمقاومة ليست صنو العنف بالضرورة"، ثم تحدث على التوالي مطران السريان للروم الأرثوذكس جورج صليبا، الدكتور وجيه فانوس، والأمين العام لمؤسسة القدس محمد أكرم العدلوني.
وقد اصدر المجتمعون في ختام الجلسات توصيات من ابرزها:
"- ضرورة متابعة الحدث اليومي والتعاطي معه، كي لا نكون على هامش الاحداث.
- تشكيل لجنة متابعة تمثل تكتل الجمعيات والهيئات الاهلية، تأخذ على عاتقها التنسيق والتعاون، بل المشاركة الفاعلة الى جانب الشعب العربي الفلسطيني دفاعا عن الارض المقدسة والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها.
- إجراء اتصالات بجمعيات وهيئات المجتمع الاهلي العربية، كي تتخذ موقفا واحدا موحدا من القضايا المصيرية العربية.
- العمل لترتيب عقد مؤتمر للجمعيات والهيئات الاهلية العربية كي تكون خطوة اولى توحد الجهود وتحدد الاهداف وتقرر الوسائل – وتعمل معا في اطار برنامج عمل يحدد المهمات.
- اتخاذ خطوات عملية للدفاع عن المقاومة في لبنان، المستهدفة من القوى المعادية اميركا والعدو الصهيوني وحلفائهما.
- التنديد بالموقف الرسمي العربي الذي يسعى الى إجهاض روح المقاومة واحباط آمال الجماهير في مواجهة المخططات الاميركية والصهيونية الهادفة الى احكام سيطرتها على المنطقة وفرض هيمنتها فيها.
- العمل على تعبئة الجماهير في رفض التدخل الاجنبي في شؤوننا الداخلية وان تكون هذه الخطوات المتخذة فاعلة ومؤثرة، مرتبطة بتعاون وتنسيق كامل وتحرك مشترك مع جميع القوى السياسية والجماهير الشعبية من اجل انجاح هذا التحرك.
- عدم اتخاذ موقف سلبي من القضايا التي تهم الشعب العربي وتمسه في حياته ولقمة عيشه وتحديد مصيره بالاضافة الى القضايا السياسية العامة المتعلقة بجوهر القضايا العربية، كي يكون التفاعل والتعاون مشترك لأن الشعب العربي كل واحد موحد لا يتجزأ.
- التنسيق والتعاون بين الهيئات الاهلية الفلسطينية العاملة في مجال حق العودة.
- المشاركة في حملة فلسطينية – عربية - دولية – من اجل الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض واستعادة الممتلكات.
- الاتصال بجميع الجمعيات والهيئات الاهلية الدولية لتنسيق القيام بحملات شعبية عربية ودولية في مواجهة الحرب والعولمة والعدوانية الاميركية والصهيونية ضد بلداننا العربية وفي كل مكان."
شاركت مؤسسة القدس ممثلة بأمينها العام د. محمد أكرم العدلوني بالكلمة الختامية للمؤتمر وهذا نصها:
"أما بعد، فليس لصراعنا مع الإحتلال القابض على فلسطين نهاية قريبة، قد تختلف أشكال النضال، لكن جوهره يبقى واحدا، إنه جهاد النفوس الحرة من أجل إزاحة كابوس الظلم وهضم الحق، وأي حق!، إنها فلسطين يا سادة، وهل أغلى منها على قلوب الأباة من أرض؟!إن قضية فلسطين وقلبها النابض القدس الشريف، ستبقى ملهمة الأحرار في كل الاقطار، وما دامت شعلة الإنتفاضة فيها مستقرة، فإن المقاومة في كل أرض مستمرة، فرمزيتها تختصر الخرائط، وطهرها يتجاوز البيان، والذود عنها واجب، والحفاظ على قداستها ضرورة، ومن أجل ذلك فإن دعم انتفاضتها دعم للمقاومة في كل أرض سليبة، والتكتل حولها تكتل على كل قضايا الامة المحقة، ومن أكبر المظالم التي ترتكب بحق هذه القضية العادلة إعراض البعض عنها وتصنيفها في خانة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي المعزول عن الإرتباط العربي والإسلامي والإنساني.أيها السادة، إن العمل الإجتماعي المدني، في خدمة القضية الفلسطينية، لا يقل أهمية عن باقي أوجه النضال، لأنه ببساطة عامل الإسناد الاول، ومورد الدعم الاساس الذي يمد مقومات الحياة بأسباب البقاء، وبناء على هذا المفهوم إنطلقت مؤسسة القدس فوق أرض لبنان المقاوم، لتكون مؤسسة مدنية جامعة، تضم بين جنباتها جهود كل الاخيار، مسلمين ومسيحيين، عربا وعجما، فلسطينيين وغير فلسطينيين، بهدف القيام بالواجب تجاه هذه القضية المحورية.إن نظرتنا وطموحنا في مؤسسة القدس أن تكون القضية الفلسطينية وقدسنا الشريف هي الإطار الجامع الذي يحفظ الامة من التخبط في أشراك الطائفية والمذهبية والقومية التي تحاول إسرائيل نصبها في طريقنا كل يوم، فعلى هذه القضية نتوحد، وتحت ظلالها نحفظ هويتنا، ومنها نستنهض كل طاقات الامة، فإذا ما نجحنا في ذلك فستصبح حرية فلسطين حقيقة حاصلة، وستصبح منعة مقدساتها مسلّمة لا يجرؤ أحد على انتهاكها. المؤتمر الكريم ، إن الاخطار التي تهدد بيت المقدس والحرم القدسي الشريف تتزايد يوما بعد، ومحاولات المتطرفين من يهود لانتهاك حرمة المسجد الاقصى تتوالى، والخطر حقيقي، والحذر مطلوب، وتكرار المحاولات غير الناجحة لدخول المستوطنين المسجد الأقصى لا ينبغي أن يطمئن، لأننا نخشى أن تبرد في يوم العزيمة، فيحصل عندها المتربصون على ما يبتغون، والواجب أن يتبنى هذا المؤتمر موقفا واضحا، وتحركا عاجلا، وعملا منتجا لحماية الاقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وقد سمعتم عن المحاولة الاخيرة لدخول المسجد الاقصى في العاشر من الشهر الماضي، وعن محاولة "مجانين الهيكل" - كما يسمون- للدخول مجددا إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه في التاسع من هذا الشهر، كما سمعتم عن تصورات محتملة للإعتداء على الاقصى جوا، وسمعتم من قبل عن أعمال الحفرالمستمرة التي باتت تهدد اساسات المسجد، وللعلم فإن أكثر من خمسة عشر تنظيما يهوديا يتنافس للإعتداء على المسجد الاقصى، منها ما هو موجود في فلسطين المحتلة، ومنها ما هو موجود في نيورك واستراليا، وهم ينشرون الاضاليل ويجمعون التبرعات بهدف السيطرة على الحرم، وقد أعدوا العدة والشعائر لدخوله، وهم ينتظرون بحسب تخرصاتهم ظهور تلك "البقرة الصهباء" إيذانا بالتنفيذ الجازم، فماذا نحن فاعلون أمام خطر ظهور "مايكل روهان" جديد يقوم بقيادة عملية إحراق او تخريب للمسجد الاقصى بدعوة تلقيه أمرا إلهيا بذلك، ثم تقوم المحكمة العبرية باعتباره مختل عقليا وتبرئه؟ و ما المانع الموضوعي من أن يتكر يوم 21-8-1969 ؟، لا شيء يمنع، فالواقع العربي والإسلامي أشد ضعفا من ذي قبل، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية لنعزز من فرص تغير هذا الواقع.
وغير بعيد عن المقدسات فإن الوضع في فلسطين اليوم مأساوي لكل ما للكلمة من معنى، فالواقع الإقتصادي مخيف والبطالة شر يخيم على واقع الاسرة ويدفع ابناءها نحو الهجرة، فيما الواقع الصحي مقلق، لا سيما مع تردي حال البنى التحتية بفعل الإجتياحات واعمال التخريب والتهديم المنظمة، وهو ما يدفعنا كمؤسسات وجمعيات وهيئات أهلية، نساند مشروع المقاومة، أن نتكتل على برنامج واضح، يقوم في الشق الفلسطيني منه، على الاسس المقترحة التالية:
1- الشمولية: بحيث نسعى إلى إشباع كافة الحاجات الاساسية والضرورية لأهلنا الصامدين تحت الإحتلال في فلسطين، ومن المفيد في هذا الإطار أن توضع لائحة بكافة الحاجات وان يجري تقسيم العمل بين مختلف الهيئات والجمعيات المشاركة، مع مراعاة الخصوصية والتخصصية لكل جهة.
2- العملية: لا بد أن تكون مقرراتنا عملية تتجاوز حدود الشجب والتنديد، وتسعى إلى إشراك الجميع في هذه البرامج.
3- الجماهيرية: لا بد أن نتبنى تحركات جماهيرية، وبرامج شعبية، تطال كل شرائح المجتمعات العربية والإسلامية، وبطرق وأشكال مختلفة، بما يشكل عامل ضغط حقيقي لحماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في فلسطين ولصيانة المسجد الاقصى من الاخطار التي تتهدده.
4- التفاعلية: ذلك أن التعامل مع التطورات المفاجئة وغير المفاجئة، بشكل سريع وفعال بات ضرورة تختصر الكثير من الجهد، وتؤمن التفاعل بين الحدث والإستجابة الصحيحة له، وهي تتطلب إيجاد آلية التحرك المؤهلة للتعامل مع التطورات مع إعطاء الجانب الإعلامي اولوية في هذا المجال.
5- الشراكة: فكلما ازدادت العلاقات التشابكية بين المؤسسات الاهلية، إزدادت فعاليتها، واستطاعت تحقيق قدر أكبر من الاهداف، وفي هذا الإطار نقترح إنشاء صندوق دعم مشترك، كما نقترح العمل على بناء شراكة هادفة، وتوأمة بين مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ونظيراتها من مؤسسات المجتمع المدني اللبناني، كما نأمل أن يتمكن المؤتمر من تبني إنشاء لجان للدفاع عن المقدسات في مجلس النواب اللبناني.أخيرا ، أشكر كافة الجمعيات والهيئات اللبنانية على مبادرتها هذه، وأسأل الله أن يتحقق التكتل المنشود لها في دعم المقاومة والممانعة بما يجعلها قادرة على أن تكون كتلة دعم فاعل، تحمي المقدسات التاريخية، وترفض التدخلات الأجنبية. وأقول إن قيمتنا الحقيقية تكمن في مقدار صلابتنا ووحدتنا، وشرفنا الفعلي مستمد من شرف القضية التي لا ينبغي أن نضيعها أو نتيه عن بوصلتها، وإننا على يقين من ان العدوان والإحتلال إلى زوال - إن شاء الله- ولكن علينا أن ننصر الله فينصرنا الله".
تلاه الرئيس سليم الحص الذي اعتبر فيها: "ان المقاومة لا تكون بالسلاح حصراً. فالمقاومة ليست صنو العنف بالضرورة"، ثم تحدث على التوالي مطران السريان للروم الأرثوذكس جورج صليبا، الدكتور وجيه فانوس، والأمين العام لمؤسسة القدس محمد أكرم العدلوني.
وقد اصدر المجتمعون في ختام الجلسات توصيات من ابرزها:
"- ضرورة متابعة الحدث اليومي والتعاطي معه، كي لا نكون على هامش الاحداث.
- تشكيل لجنة متابعة تمثل تكتل الجمعيات والهيئات الاهلية، تأخذ على عاتقها التنسيق والتعاون، بل المشاركة الفاعلة الى جانب الشعب العربي الفلسطيني دفاعا عن الارض المقدسة والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها.
- إجراء اتصالات بجمعيات وهيئات المجتمع الاهلي العربية، كي تتخذ موقفا واحدا موحدا من القضايا المصيرية العربية.
- العمل لترتيب عقد مؤتمر للجمعيات والهيئات الاهلية العربية كي تكون خطوة اولى توحد الجهود وتحدد الاهداف وتقرر الوسائل – وتعمل معا في اطار برنامج عمل يحدد المهمات.
- اتخاذ خطوات عملية للدفاع عن المقاومة في لبنان، المستهدفة من القوى المعادية اميركا والعدو الصهيوني وحلفائهما.
- التنديد بالموقف الرسمي العربي الذي يسعى الى إجهاض روح المقاومة واحباط آمال الجماهير في مواجهة المخططات الاميركية والصهيونية الهادفة الى احكام سيطرتها على المنطقة وفرض هيمنتها فيها.
- العمل على تعبئة الجماهير في رفض التدخل الاجنبي في شؤوننا الداخلية وان تكون هذه الخطوات المتخذة فاعلة ومؤثرة، مرتبطة بتعاون وتنسيق كامل وتحرك مشترك مع جميع القوى السياسية والجماهير الشعبية من اجل انجاح هذا التحرك.
- عدم اتخاذ موقف سلبي من القضايا التي تهم الشعب العربي وتمسه في حياته ولقمة عيشه وتحديد مصيره بالاضافة الى القضايا السياسية العامة المتعلقة بجوهر القضايا العربية، كي يكون التفاعل والتعاون مشترك لأن الشعب العربي كل واحد موحد لا يتجزأ.
- التنسيق والتعاون بين الهيئات الاهلية الفلسطينية العاملة في مجال حق العودة.
- المشاركة في حملة فلسطينية – عربية - دولية – من اجل الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض واستعادة الممتلكات.
- الاتصال بجميع الجمعيات والهيئات الاهلية الدولية لتنسيق القيام بحملات شعبية عربية ودولية في مواجهة الحرب والعولمة والعدوانية الاميركية والصهيونية ضد بلداننا العربية وفي كل مكان."
شاركت مؤسسة القدس ممثلة بأمينها العام د. محمد أكرم العدلوني بالكلمة الختامية للمؤتمر وهذا نصها:
"أما بعد، فليس لصراعنا مع الإحتلال القابض على فلسطين نهاية قريبة، قد تختلف أشكال النضال، لكن جوهره يبقى واحدا، إنه جهاد النفوس الحرة من أجل إزاحة كابوس الظلم وهضم الحق، وأي حق!، إنها فلسطين يا سادة، وهل أغلى منها على قلوب الأباة من أرض؟!إن قضية فلسطين وقلبها النابض القدس الشريف، ستبقى ملهمة الأحرار في كل الاقطار، وما دامت شعلة الإنتفاضة فيها مستقرة، فإن المقاومة في كل أرض مستمرة، فرمزيتها تختصر الخرائط، وطهرها يتجاوز البيان، والذود عنها واجب، والحفاظ على قداستها ضرورة، ومن أجل ذلك فإن دعم انتفاضتها دعم للمقاومة في كل أرض سليبة، والتكتل حولها تكتل على كل قضايا الامة المحقة، ومن أكبر المظالم التي ترتكب بحق هذه القضية العادلة إعراض البعض عنها وتصنيفها في خانة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي المعزول عن الإرتباط العربي والإسلامي والإنساني.أيها السادة، إن العمل الإجتماعي المدني، في خدمة القضية الفلسطينية، لا يقل أهمية عن باقي أوجه النضال، لأنه ببساطة عامل الإسناد الاول، ومورد الدعم الاساس الذي يمد مقومات الحياة بأسباب البقاء، وبناء على هذا المفهوم إنطلقت مؤسسة القدس فوق أرض لبنان المقاوم، لتكون مؤسسة مدنية جامعة، تضم بين جنباتها جهود كل الاخيار، مسلمين ومسيحيين، عربا وعجما، فلسطينيين وغير فلسطينيين، بهدف القيام بالواجب تجاه هذه القضية المحورية.إن نظرتنا وطموحنا في مؤسسة القدس أن تكون القضية الفلسطينية وقدسنا الشريف هي الإطار الجامع الذي يحفظ الامة من التخبط في أشراك الطائفية والمذهبية والقومية التي تحاول إسرائيل نصبها في طريقنا كل يوم، فعلى هذه القضية نتوحد، وتحت ظلالها نحفظ هويتنا، ومنها نستنهض كل طاقات الامة، فإذا ما نجحنا في ذلك فستصبح حرية فلسطين حقيقة حاصلة، وستصبح منعة مقدساتها مسلّمة لا يجرؤ أحد على انتهاكها. المؤتمر الكريم ، إن الاخطار التي تهدد بيت المقدس والحرم القدسي الشريف تتزايد يوما بعد، ومحاولات المتطرفين من يهود لانتهاك حرمة المسجد الاقصى تتوالى، والخطر حقيقي، والحذر مطلوب، وتكرار المحاولات غير الناجحة لدخول المستوطنين المسجد الأقصى لا ينبغي أن يطمئن، لأننا نخشى أن تبرد في يوم العزيمة، فيحصل عندها المتربصون على ما يبتغون، والواجب أن يتبنى هذا المؤتمر موقفا واضحا، وتحركا عاجلا، وعملا منتجا لحماية الاقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وقد سمعتم عن المحاولة الاخيرة لدخول المسجد الاقصى في العاشر من الشهر الماضي، وعن محاولة "مجانين الهيكل" - كما يسمون- للدخول مجددا إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه في التاسع من هذا الشهر، كما سمعتم عن تصورات محتملة للإعتداء على الاقصى جوا، وسمعتم من قبل عن أعمال الحفرالمستمرة التي باتت تهدد اساسات المسجد، وللعلم فإن أكثر من خمسة عشر تنظيما يهوديا يتنافس للإعتداء على المسجد الاقصى، منها ما هو موجود في فلسطين المحتلة، ومنها ما هو موجود في نيورك واستراليا، وهم ينشرون الاضاليل ويجمعون التبرعات بهدف السيطرة على الحرم، وقد أعدوا العدة والشعائر لدخوله، وهم ينتظرون بحسب تخرصاتهم ظهور تلك "البقرة الصهباء" إيذانا بالتنفيذ الجازم، فماذا نحن فاعلون أمام خطر ظهور "مايكل روهان" جديد يقوم بقيادة عملية إحراق او تخريب للمسجد الاقصى بدعوة تلقيه أمرا إلهيا بذلك، ثم تقوم المحكمة العبرية باعتباره مختل عقليا وتبرئه؟ و ما المانع الموضوعي من أن يتكر يوم 21-8-1969 ؟، لا شيء يمنع، فالواقع العربي والإسلامي أشد ضعفا من ذي قبل، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية لنعزز من فرص تغير هذا الواقع.
وغير بعيد عن المقدسات فإن الوضع في فلسطين اليوم مأساوي لكل ما للكلمة من معنى، فالواقع الإقتصادي مخيف والبطالة شر يخيم على واقع الاسرة ويدفع ابناءها نحو الهجرة، فيما الواقع الصحي مقلق، لا سيما مع تردي حال البنى التحتية بفعل الإجتياحات واعمال التخريب والتهديم المنظمة، وهو ما يدفعنا كمؤسسات وجمعيات وهيئات أهلية، نساند مشروع المقاومة، أن نتكتل على برنامج واضح، يقوم في الشق الفلسطيني منه، على الاسس المقترحة التالية:
1- الشمولية: بحيث نسعى إلى إشباع كافة الحاجات الاساسية والضرورية لأهلنا الصامدين تحت الإحتلال في فلسطين، ومن المفيد في هذا الإطار أن توضع لائحة بكافة الحاجات وان يجري تقسيم العمل بين مختلف الهيئات والجمعيات المشاركة، مع مراعاة الخصوصية والتخصصية لكل جهة.
2- العملية: لا بد أن تكون مقرراتنا عملية تتجاوز حدود الشجب والتنديد، وتسعى إلى إشراك الجميع في هذه البرامج.
3- الجماهيرية: لا بد أن نتبنى تحركات جماهيرية، وبرامج شعبية، تطال كل شرائح المجتمعات العربية والإسلامية، وبطرق وأشكال مختلفة، بما يشكل عامل ضغط حقيقي لحماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في فلسطين ولصيانة المسجد الاقصى من الاخطار التي تتهدده.
4- التفاعلية: ذلك أن التعامل مع التطورات المفاجئة وغير المفاجئة، بشكل سريع وفعال بات ضرورة تختصر الكثير من الجهد، وتؤمن التفاعل بين الحدث والإستجابة الصحيحة له، وهي تتطلب إيجاد آلية التحرك المؤهلة للتعامل مع التطورات مع إعطاء الجانب الإعلامي اولوية في هذا المجال.
5- الشراكة: فكلما ازدادت العلاقات التشابكية بين المؤسسات الاهلية، إزدادت فعاليتها، واستطاعت تحقيق قدر أكبر من الاهداف، وفي هذا الإطار نقترح إنشاء صندوق دعم مشترك، كما نقترح العمل على بناء شراكة هادفة، وتوأمة بين مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ونظيراتها من مؤسسات المجتمع المدني اللبناني، كما نأمل أن يتمكن المؤتمر من تبني إنشاء لجان للدفاع عن المقدسات في مجلس النواب اللبناني.أخيرا ، أشكر كافة الجمعيات والهيئات اللبنانية على مبادرتها هذه، وأسأل الله أن يتحقق التكتل المنشود لها في دعم المقاومة والممانعة بما يجعلها قادرة على أن تكون كتلة دعم فاعل، تحمي المقدسات التاريخية، وترفض التدخلات الأجنبية. وأقول إن قيمتنا الحقيقية تكمن في مقدار صلابتنا ووحدتنا، وشرفنا الفعلي مستمد من شرف القضية التي لا ينبغي أن نضيعها أو نتيه عن بوصلتها، وإننا على يقين من ان العدوان والإحتلال إلى زوال - إن شاء الله- ولكن علينا أن ننصر الله فينصرنا الله".
الكاتب: baksh