27 أيار/مايو - 02 حزيران/يونيو 2020


تاريخ الإضافة الأربعاء 3 حزيران 2020 - 2:30 م    عدد الزيارات 2448    التحميلات 224    القسم القراءة الأسبوعية

        


قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات

27 أيار/مايو  - 02 حزيران/يونيو 2020

إعداد: علي إبراهيم

 

الاحتلال يصعد عمليات الهدم في القدس المحتلة وعودة الاقتحامات بعد فتح المسجد الأقصى

 

عادت الاقتحامات إلى الأقصى بعد فتح المسجد في 31/5/2020، وشارك فيها طلاب من معاهد الاحتلال التلمودية وشخصيات إسرائيليّة، وشهد فتح المسجد صورًا مبهرة من تشوق المقدسيين للصلاة في جنباته. وعلى الصعيد الديموغرافي صعدت سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين خاصة في سلوان وجبل المكبر، وكشفت مصادر مقدسية أن سلطات الاحتلال ستهدم 200 منشأة صناعية في القدس المحتلة، في سياق استهداف المجتمع الفلسطيني، ومصدر رزق مئات العوائل المقدسية. وتتناول القراءة لهذا الأسبوع قضيتين، الأولى هي قتل أحد الشبان المقدسيين من أصحاب الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) بدمٍ بارد، والثانية تسريب معطيات عن تنسيق بين الاحتلال والولايات المتحدة والأردن والسعودية، لإيجاد موطأ قدم للأخيرة في مجلس الأوقاف، المشرف على شؤون المسجد الأقصى.

 

التهويد الديني والثقافي والعمراني

أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة في 27/5 إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى في 31/5، مع الحفاظ على شروط السلامة الصحية، واتخاذ التدابير اللازمة لعودة المصلين إلى الأقصى. وعلى أثر إعلان الأوقاف عن توقيت فتح المسجد، انطلقت في القدس المحتلة دعوات لأداء صلاتي الفجر والجمعة في 29/5، وأشار النشطاء إلى إن هذه الدعوات ليست لكسر قرار الأوقاف، بل لإعادة قرار فتح الأقصى إلى الجماهير المقدسية، خاصة أن الجمعة هو اليوم الأنسب لإعادة فتح المسجد بعد إغلاقه مدة طويلة.

 

وفي 29/5 نشرت قوات الاحتلال جنودها في محيط المسجد الأقصى، وفي أزقة البلدة القديمة، لمنع المصلين من الوصول إلى الأقصى، واستطاع عشرات المقدسيين أداء صلاة الجمعة قرب أبواب الأقصى، وقد شنت قوات الاحتلال حملة استهدفت شخصيات مقدسية، إذ اعتقلت المعلمة هنادي الحلواني من منطقة باب الأسباط، ومن ثم حاولت اعتقال الشيخ عكرمة صبري من منزله، الذي رفض الصعود إلى سيارة شرطة الاحتلال، وتوجه إلى مركز التحقيق بسيارته الخاصة، وأصدرت قوات الاحتلال قرارًا بإبعاده عن الأقصى لأسبوع، على أن تعيد التحقيق معه في 3/6 ، وقال الشيخ عكرمة بعد خروجه: "أرفض قرار الإبعاد عن الأقصى الذي أصدرته سلطات الاحتلال بحقي وأرفض أي تهديد".

 

وفي 31/5 انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر فرح المقدسيين بفتح المسجد الأقصى، بعد إغلاقه لأكثر من شهرين، وأظهرت هذه المقاطع حجم تأثر المقدسيين بعودتهم إلى المسجد، فقد وزع متطوعون الحلوى والمشروبات على المصلين القادمين لأداء صلاة الفجر.

 

ومع إعادة فتح المسجد، عادت اقتحامات المستوطنين، ففي 31/5 اقتحم 172 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، وشارك في الاقتحام الحاخام المتطرف يهودا غليك، وعددٌ من عتاة المتطرفين، وتصدى المصلون للمقتحمين بهتافات التكبير. وفي 2/6 اقتحم المسجد 162 مستوطنًا من بينهم 25 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، ونظم المقتحمون جولات استفزازية في أرجاء المسجد، وتلقوا شروحات عن "المعبد".

 

التهويد الديموغرافي

تتابع سلطات الاحتلال استهدافها منازل المقدسيين، فقد شهد أسبوع الرصد إجبار عددٍ من المقدسيين على هدم منازلهم. ففي 27/5 أجبر الاحتلال عائلة مقدسية في حي وادي حلوة في سلوان على هدم منزلها، تفاديًا للغرامات الباهظة. وفي 29/5 أرغمت سلطات الاحتلال عائلة في جبل المكبر على هدم منزلها، ويقطن في المنزل 6 أفراد، ولا تتجاوز مساحته 85 مترًا. وفي 30/5 هدمت عائلة مساحرة في حي الصلعة في جبل المكبر منزلين لأبنائها، تفاديًا لدفع الغرامات الكبيرة، وأثر الهدم في 11 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال، وفي سياق متصل باستهداف منطقة سلوان، صادرت سلطات الاحتلال في 28/5 قطعة أرض في حي وادي الربابة ببلدة سلوان، لتحويلها إلى مقابر لليهود، وبحسب مركز معلومات وادي حلوة تبلغ مساحة الأرض نحو دونم ونصف، ويأتي هذا القرار بعد منع سلطات الاحتلال سكان المنطقة من الاستفادة من أراضيهم، عبر البناء أو الزراعة.

 

ومع تصاعد عمليات الهدم، كشف رئيس الغرفة التجارية الصناعية في القدس كمال عبيدات في 1/6، أن سلطات الاحتلال قررت هدم وإخلاء نحو 200 منشأة صناعية في حي وادي الجوز، على أن تُهدم حتى نهاية العام الجاري، وتضم هذه المنطقة محالّ لإصلاح السيارات، ومطاعم ومراكز تجارية، وبحسب متابعين للشأن المقدسي، تأتي هذه الخطوة في سياق استهداف الاقتصاد المقدسي، وحرمان مئات العائلات من مصدر الرزق، في مقابل دعم المناطق الصناعية الخاصة بالمستوطنين.

 

وفي سياق متصل، هدمت طواقم بلدية الاحتلال في 2/6، ستة متاجر قيد الإنشاء في حي الصلعة الواقع بين حي جبل المكبر وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحجة البناء من دون ترخيص.

 

قضايا

لا تتوقف أذرع الاحتلال الأمنية عن قتل المقدسيين واستهدافهم، وفي آخر حلقات هذا المسلسل الإجرام، إعدام قوات الاحتلال في 30/5 الشاب الفلسطيني إياد الحلاق (32 عامًا)، وهو من أصحاب الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة)، وأطلق جنود الاحتلال النار على الشاب بشبهة حمله السلاح في أثناء توجهه إلى مدرسته قرب المسجد الأقصى، وعلى أثر العملية، أغلقت قوات الاحتلال أبواب البلدة القديمة.

 

ولم تكتف قوات الاحتلال بارتكابها هذه الجريمة، ففي وقتٍ لاحق اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد في حي وادي الجوز، وأغلقت المنطقة المحيطة به، واستجوبت أسرته. وفي 1/6 شيع المقدسيون الشهيد الحلاق، وشاركت حشود ضخمة في التشييع، وسط فرض سلطات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة.

 

ومع فتح أبواب المسجد الأقصى، وعودة الحياة بشكلٍ تدريجي إلى القدس المحتلة، سربت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية معلومات صحفية حول محادثات أمريكية وإسرائيلية وأردنية وسعودية، سرية، وتناولت هذه المحادثات مقترحًا إسرائيليًا يتضمن منح السعودية دورًا في إدارة المسجد الأقصى المبارك، في محاولةٍ لدفع الأردن لتقديم المزيد من التنازلات في ملف إدارة المسجد الأقصى، وبحسب الصحيفة، فإن هذا الاقتراح لا يستهدف الوصاية الأردنية فقط، بل يستهدف ما وصف بأنه "النفوذ التركي" المتنامي في المدينة المحتلة، وادعاء وجود تأثير تركي على إدارة الأوقاف.

 

ودعت مؤسسات مقدسية الأردن إلى ضرورة التمسك بالوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، وعدم الالتفات إلى مثل هذه التسريبات، التي تحاول تحجيم الدور الأردني في الأقصى، وسط محاولات الاحتلال الدائمة للتدخل في الأقصى، وفرض أمر واقع جديد.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



ساري عرابي

فلسطين بين حريقين.. كيف يبني الفلسطينيون ذاكرتهم؟

الأربعاء 1 آذار 2023 - 10:33 ص

قبل ثماني سنوات، حرق مستوطنون منزلاً في قرية دوما، شمال شرق نابلس، أودت الحادثة بالعائلة؛ طفل رضيع ووالديه، ليبقى من بعدهم الطفل أحمد دوابشة. من غير الوارد أن يكون لدى الناس اتفاق عامّ على إدراك حقيقة… تتمة »

عدنان أبو عامر

اختلاف الأولويات بين واشنطن و"تل أبيب" حول التطبيع

الخميس 23 شباط 2023 - 10:52 م

في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال ضغوطًا لا تخطئها العين من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة إلى العملية السياسية مع الفلسطينيين، ولو من الناحية الشكلية غير المجدية، فإن الواقع الإقليمي، من و… تتمة »