الوجود المسيحي في القدس
![]() ![]() ![]() ![]() |
يعدّ الوجود المسيحي في القدس راسخًا في تاريخ المدينة، وينظر المسيحيون إلى القدس على أنّها المركز المسيحي الأوّل والأهمّ في العالم، وهو ما يؤكّده وجود الكنائس والأديرة الموجودة في المدينة، لا سيما كنيسة القيامة في البلدة القديمة، التي تشكّل محجّة للمسيحيّين من أنحاء العالم كافّة.
كان احتلال الشطر الغربي من القدس عام 1948 من أبرز أسباب استنزاف الوجود المسيحي في المدينة، نتيجة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال ضدّ المقدسيّين قتلاً وتهجيرًا. وأقام الاحتلال مؤسساته الرسمية، "الكنيست" و"المحكمة العليا" تحديدًا، على أرض تابعة للأوقاف المسيحيّة ليؤكّد ألّا محرّمات أمامه، ولا خطوط حمراء يتوقف عندها. واستمرّ تدهور الوجود المسيحي في السنوات اللاحقة ليتفاقم مع استكمال احتلال المدينة عام 1967، وأمعن الاحتلال منذ ذاك الحين في تهويد القدس بشطريها على المستوى الديمغرافي والثقافي والديني، ليزوّر الوجه التاريخي والحضاري للقدس.
الغاية، اعتنق الاحتلال سياسة تهويد المدينة بتفاصيلها، بهدف السّيطرة على ماضي القدس، وحاضرها ومستقبلها، ورزح المسيحيون تحت وطأة هذه السّياسة وعبئها، وتجلّى ذلك بوضوح في تراجع أعدادهم مقارنة بما كانت عليه قبل أن تطبق كمّاشة الاحتلال فكّيها على الأرض، والبشر، والمقدّسات.