فلسطينيو الداخل يكسبون المعركة من جديد
![]() ![]() ![]() ![]() |
زياد ابحيص
باحث متخصص في شؤون القدس
عشرة ملايين دولار من أهل الداخل المحتل والقدس لأهلهم وإخوانهم المهجرين من ديارهم ظلماً في برد الشتاء في الشمال السوري …
٧٣ عاماً من الرهان على إقناعهم بأنهم "أقلية عربية" في "إسرائيل"، فإذا بهم يمدون جسور العطاء فوق قيد المحتل وجدران الدم.
٧٣ عاماً في بطن الغول لم تفشل فقط في بَترهم عن عمقهم الفلسطيني؛ بل ها هم يبددون كل وَهمٍ ليؤكدوا بأنهم قلب لأمةٍ تمتد حيثما وصلت لا إله إلا الله، أمة النور والقيم؛ الأمة التي أسسها الإيمان والاختيار.
عشرة ملايين تعيد بالصدق والعطاء عرى أخوة أريد لها أن تفصم بسياسات كانوا ضحاياها أولاً وثانياً وثالثاً؛ كانوا ضحاياها أولاً حين حُرفت البوصلة عن صراعهم وتُركوا وحدهم، وثانياً حينما تحطم عمقهم الشعبي والحضاري الأقرب؛ وثالثاً حينما أرادت أخلاقيةٌ سطحية أن تقول لهم إن الانتحار هو طريقهم للتضامن مع إخوانهم….
لكنهم صاغوا الجواب بعبقرية: في الصيف خاضوا معركتهم المشرفة، وفي الشتاء أناروا جذوة الأخوة الصادقة… وما يدريك؛ فلعلهم على أبواب الصيف القادم يعودون إلى معركة أكبر وعدوهم يتوعد أقصاهم بفرض شعائره فيه.