شجر مقدسي
شعر: طلعت سقيرق
هنا شجرٌ مقدسيٌ فسلمْ
على وجهِ هذا الصباحِِ الجليلِِ
وسلمْ
على صبيةٍٍ يذهبونَ
إلى نجمةٍ من حكاياتِِ عشقٍ
وسلمْ
على حجرٍ ليس يغفو
وهذا المدى شاردٌ
والصدى شاردٌ
والعيون التي أطلقتْ شوقها
في بلادٍ من الذكرياتِ
تجمدَ فيها النداءُ
وكفكَ تسقطُ عند الوداع الأخيرِ
تحاول أنْ تستفيقَ قليلاً
تلمّ عن القدس أحزانَ نايٍ
وتشهدْ
كأنّ السطور على جسدٍ من مساءٍ تعرّتْ
خذِ الآنَ صوتَ التلاميذِ
فوضى الصفوفِ
براءةَ َ عينيكَ
لحظةَ خوفٍ
خذِ الآنَ كلّ عصافير عمركَ
واشهدْ
فأنت َ شموس ُالذين أتوا
من زمانٍ توضأَ بالذكرياتِ
بطير الحنان إلى بيت أهلٍ
بسبحةِ عمرٍ
فضاءٍ جميل من الأغنياتِ
وفصلِ النداء الذي يتجددْ
وأنت الذي كنت صوت الأمانِ
وقد صلبوكَ على صدر صوتٍ
ينقطُ حزناً...
فأطلقْ زهور انتظاركَ
واشهدْ
هنا واقفٌ عند فصل الرجوع
وكلّ الشبابيك بردٌ
تحاول أنْ تشعلَ الآن صوتكَ
أن تستعيدَ دروسَ القراءةِ
ترسم فوق الدفاتر بعض حروفٍ
وخارطة ً للبلادِ
وتطلق بحر النداءِ
فلسطين هاتي يديكِ احمليني
لكي أستعيدَ الطفولة من سارقيها
لكي أستعيد الهواء النظيفَ
وتسقط عند اصطدام الرصاصِ
بصوتكَ.. همسكَ.. جسمكَ
حلمكَ.. كل الطفولةِ
تبكي الشوارعُ تصرخُ.. تصرخُ
يطلق وجهكَ ألف سؤالٍ
وأنت القتيل الذي جاء يشهدْ
وأنتَ الدماء التي تتنهدْ
تطلّ على عالمٍٍ صامتٍ
ثم تمضي إلى دمعةٍ من فضاءٍ
وتسقط.. تسقطُ..
هذا مساءٌ ثقيلٌ
ولا شيء غير الصدى يترددْ
وعمركَ يشهدْ
بكى خاتمٌ من صباحٍ عليكَ
مضى سلمُ من عذابٍٍ إليكَ
أناديكَ حتى حدود التمزقِِ
لا.. لا تلمني
دمي شمعةٌ.. دمعةٌ
وانتفاض الوريد ورودٌ
يحطّ الغمام يماماً على راحتيكَ
يسلم كلّ مناديل هذا الصباح
ويشعل ليلاً طويلاً
وأنت الذي أنت تشهدْ
جميع البلاد تعرّتْ
جميع المدائن صارت رماداً
تناديكَ.. تبكيكَ.. تصرخُ.. ثم تنامْ
بغير ثيابٍ على إصبعيكَ
فلا تبتئس حين موتك يأتي ثقيلاً
ويعوي بصحراء هذا الزمان
لأنّ جميع البلاد أقلّ كثيراً
من النبض فيكَ
ومن شمس كفّيْكَ
كل البلاد تعرّتْ
وما زلت تشهدْ