شهيد الـ VIP
![]() ![]() ![]() ![]() |
وسام محمد
صحفي في مؤسسة القدس الدولية
مروره اليومي على حواجز الاحتلال كان كافيًا ليرى عن قرب حجم الإذلال الذي يتعرض له أبناء شعبه على يد بضعة جنود غاصبين محتلين لا يشبهون بعض سوى بلباسهم العسكري وعنصريتهم ضد الشعب الفلسطيني الذي يعاني جبروت الاحتلال الإسرائيلي وإجرامه بحق الكل الفلسطيني.
إنه الشرطي في السلطة الفلسطينية أمجد جاسر سكري الذي لم يطمح لمناصب وترقيات ورُتب على اليمين والشمال، كل ما أراده تكوين أسرة تعيش بحرية وكرامة ككل شعوب الأرض في وطنها، لكن هذا لن يتحقق تحت نير الاحتلال "على هذه الأرض ما يستحق الحياة، لكن للأسف لا أرى شيء يستحق الحياة ما دام الاحتلال يكتم على أنفاسنا ويقتل إخواننا وأخواتنا.... أنتم السابقون ونحن بإذن الله بكم لاحقون" .
اعتاد الشهيد السكري أن يمر يوميٍا من حاجز "بيت ايل" شمال رام الله مستخدمٍا سيارة النيابة العامة التي يقودها بحكم عمله مرافقًا لرئيس نيابة رام الله، لكن صباح يوم الأحد 31-1-2016 قرر أن يقوم بالدور الطبيعي المتوقع من أي فلسطيني يحمل قطعة من السلاح وأن يغير عمله من شرطي مرافق إلى شهيد يرافقه الكثير .
أوقف الشرطي الفدائي سيارته ذات اللوحة الخضراء (سيارة حكومية تابعة للسلطة) منتصف الحاجز، ترجّل منها، وبدلا من إبراز بطاقة هويته لجنود الاحتلال، عاجلهم بإطلاق النار من مسدسه، فأوقع ثلاثة منهم جرحى، اثنان منهم بجراح بالغة، قبل أن يستشهد برصاص الاحتلال.
هنيئًا لك الجنة يا شهيد الوطن، يا شهيد المسار الصحيح، لم تطمح لتلك المناصب والرتب المزيفة، فنلت أعلى رتبة في دقائق معدودات ... إنها الرتبة الأبدية الدائمة عند سيد البشر، إنها الشهادة مع مرتبة الشرف بعد أن سددت ضرباتك الموجعة للتنسيق الأمني والاتفاقيات الساقطة... سقطت الاتفاقيات وارتقى أمجد شهيدًا، سقط سلاح الضعفاء وعلا سلاح أمجد عزيزًا نقيبًا شريفًا.