حالة من القلق والترقب تنتاب المقدسيين من محاولات "إسرائيل" فرض منهاجها الدراسي
![]() ![]() ![]() | ![]() |
تنتاب أولياء أمور الطلبة الفلسطينيين في القدس المحتلة حالة من القلق والترقب بسبب ما يصفونه بـ"ضغوط لفرض المنهاج (الإسرائيلي)" بدلاً من الفلسطيني في المدارس، ما ينعكس سلبًا على الوعي الجمعي لأبنائهم.
ويبلغ عدد الطلبة في القدس بالمراحل الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية قرابة 100 ألف طالب وطالبة، يتوجه نصفهم إلى 146 مدرسة تتبع لمظلة التعليم الفلسطينية، وتشمل مدارس الأوقاف والمدارس الخاصة ومدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفق مركز الإحصاء الفلسطيني.
بينما يتوجه البقية إلى المدارس التابعة لإدارة وزارة المعارف "الإسرائيلية" وبلدية الاحتلال في القدس، وبحسب الفلسطينيين، يدرس الطلبة في بعضها المنهاج الفلسطيني المحرف (الذي يحتوي على معلومات مغلوطة بشأن التاريخ الفلسطيني)، فيما تختص أخرى بتعليم المنهاج "الإسرائيلي" من الصف الأول حتى الـ12.
وتشهد المدارس في القدس إجراءات عقابية بسبب رفض تدريس المنهاج "الإسرائيلي"، حيث ألغت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية نهاية يوليو الماضي تراخيص ست مدارس بحجة "التحريض ضد دولة "إسرائيل" وجيشها".
وقالت وزيرة التربية والتعليم "الإسرائيلية" يفعات شاشا بيتون، في تصريحات صحفية إن التحريض على دولة "إسرائيل" وجنود الجيش في كتب الأطفال في المدارس ظاهرة "لا تطاق وسيتم التعامل معها بصرامة".
وأضافت أن المؤسسات التعليمية التي يثبت أنها تحرض على "الكراهية لدولة "إسرائيل" ورموزها ستلغى رخصتها الدائمة وبدلاً من ذلك سيتم منحها ترخيصًا مشروطًا لمدة عام واحد من أجل تصحيح المحتوى".
وشملت المدارس التي ألغي ترخيصها، الكلية الإبراهيمية، التي تأسست عام 1931، ومدارس الإيمان بفروعها الخمسة، التي تأسست عام 1984، وتصنف المدارس على أنها خاصة أهلية وتضم أكثر من ألفي طالب وتتمتع بمعايير الجودة العالمية.
وقال الفلسطيني كريم جبران ولي أمر أحد الطلبة إن سحب التراخيص جزء من محاربة المنهاج الفلسطيني وفرض "الإسرائيلي" للسيطرة على وعي "أبنائنا وتزوير الحقيقة والتاريخ المتعلقة بأن القدس مدينة محتلة، وأن "إسرائيل" وفق القوانين الدولية دولة احتلال ولا يحق لها صياغة مناهج أو التحكم بها".
وأضاف جبران أن أولياء الطلبة مصرون على تدريس المنهاج الفلسطيني وما يتضمنه من تفاصيل تتعلق بتاريخ الصراع والممارسات التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية خاصة القدس.
وشدد على رفض تدريس المناهج "الإسرائيلية" لأنها محاولة "لنشر الرواية "الإسرائيلية" وتزوير الحقيقة وإنكار وجود الاحتلال "الإسرائيلي" والمأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
وأوضح جبران أن أولياء أمور الطلبة لا يمانعون إبقاء أبنائهم في المنازل وعدم إرسالهم إلى المدارس في حال أصرت وزارتا التربية والتعليم والمعارف وبلدية الاحتلال على موقفهما بمحاربة المنهاج الفلسطيني.
وقال مراقبون وخبراء فلسطينيون إن سلطات الاحتلال تصرف ميزانيات كبيرة على فرض المنهاج الإسرائيلي مع التركيز على طلاب الصف الأول، مشيرين إلى أن نسبة من يدرسون المنهاج "الإسرائيلي" بالصف الأول في القدس بلغت 16 في المائة العام الماضي.
وبالنسبة لرئيس لجنة أولياء الأمور للطلبة الفلسطينيين في القدس زياد الشمالي، فإن الإجراءات "الإسرائيلية" هي محاولة للسيطرة على التعليم في القدس كباقي المحاولات لاستهداف المسجد الأقصى وعمليات التهويد والتزوير في المدينة.
المصدر: شينخوا