21 – 27 آذار/مارس 2018
![]() ![]() ![]() ![]() |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
21 – 27 آذار/مارس 2018
الأقصى على شفير موجة اعتداءات متجددة
القضاء والشرطة و"منظمات المعبد" عناوين التصعيد القادم
لا تتوقف أذرع الاحتلال التهويدية عن استهداف الأقصى، لا سيما خلال الأعياد اليهودية، ومع اقتراب "الفصح العبري"، تستعد أذرع الاحتلال للقيام بصلوات تلمودية وتقديم شعائر التضحية قرب المسجد، بالتزامن مع قرار قضائي يسمح للمستوطنين بأداء صلواتهم أمام أبواب المسجد الأقصى، ويعدّه حقًا لهم، بالإضافة إلى تدريبات عسكرية تحاكي اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق البلدة القديمة. وتصبّ مجموعة المعطيات والتطورات المتعاقبة في سياق تصعيد قادم سيشهده المسجد الأقصى، في مقابل استمرار استهداف المصلّين بالمسجد، والتي تستدعي مواجهة على غرار "هبّة باب الأسباط" خلال عام 2017.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
سمحت شرطة الاحتلال لـنشطاء "المعبد" بإقامة شعائر تضحية "عيد الفصح" في منطقة القصور الأموية المتاخمة للمسجد الأقصى، بعد منع استمر سنوات عدة لاعتبارات أمنية، وهي المرة الأولى التي يسمح الاحتلال بإقامتها بهذا القرب من الأقصى.
وفي سياق التحضير لهذه الاعتداءات، دعت "منظمات المعبد" إلى إفراغ المسجد الأقصى من المصلين يوم الجمعة القادم لـ "تنفيذ قرابين الفصح التوراتي"، ففي 27/3 ألصق مستوطنون متطرفون إعلانات على أبواب الأقصى، تدعو إلى إفراغه في ما أسمته بـ "يوم الإبكار التوراتي"، الذي يسبق "الفصح العبري".
وفي سياق متصل، أقرت محكمة "الصلح" في القدس المحتلة التابعة للاحتلال في 25/3، السماح للمستوطنين بالصلاة على أبواب المسجد الأقصى، مبررة القرار بأن "حقهم في ذلك لا يقل عن حق العرب"، ويأتي قرار المحكمة على خلفية إبعاد شرطة الاحتلال لثلاث مستوطنات بعد أدائهم صلوات تلمودية أمام باب حطة.
تأتي هذه القرارات بالتزامن مع استمرار اقتحامات الأقصى، ففي 22/3 اقتحم المسجد 82 مستوطنًا، بحماية من قوات الاحتلال الخاصة. وفي 25/3 شارك عناصر من "سلطة الآثار" الإسرائيلية برفقة 92 مستوطنًا، في اقتحام المسجد الأقصى. وفي 27/3 اقتحم الأقصى 123 مستوطنًا، معظمهم باللباس التلمودي. وتكثف "منظمات المعبد" دعواتها لاقتحام الأقصى خلال عيد "الفصح العبري"، الذي يبدأ نهاية الشهر الجاري ويستمر لمدة أسبوع.
وتتضافر المعطيات التي تشير إلى أن فترة الأعياد اليهودية ستشهد اعتداءات كثيفة على المسجد الأقصى، حيث كشف موقع "واللا" العبري أن شرطة الاحتلال أجرت في 27/3 تدريبات على اقتحام المسجد الأقصى، وتحويل البلدة القديمة لمنطقة مغلقة، وشارك في هذه التدريبات أكثر من 700 عنصر من الشرطة، وتم تدريبهم على اقتحام الأقصى من خلال اقتحام نموذج له بني في أماكن التدريب.
التّهويد الديمغرافي:
تتابع أذرع الاحتلال تنفيذها للمشاريع الاستيطانية المختلفة، حيث تم الكشف عن نية الاحتلال توسعة مستوطنة "نوف زهاف" في جبل المكبر في القدس المحتلة، وتتضمن التوسعة المرتقبة بناء 600 وحدة استيطانية جديدة تضاف إلى 350 كانت مقرة وفق المشروع نفسه عام 2017 كمرحلة أولى. وعمل الاحتلال على تنفيذ عددٍ من المشاريع الاستيطانية في هذه المنطقة، كونها تشرف على القدس والبلدة القديمة، ونظرًا لأهميتها السياحية بالنسبة إلى الاحتلال.
وعلى صعيد آخر، بدأت سلطات الاحتلال بإسكان 450 عائلة من المستوطنين، في حي جديد بمستوطنة "جبعات زئيف" شمالي القدس المحتلة، وبحسب شركة "نوفي إسرائيل" القائمة على المشروع الاستيطاني، تم بيع الوحدات لعائلات متدينة يهودية معظمهم من الولايات المتحدة.
قضايا:
في متابعة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، أصدر موشيه كحلون وزير المالية في حكومة الاحتلال، توجيهات بتسريع الإجراءات الإدارية المتعلقة بالعملية، ويأتي هذا التوجيه بعد لقاء جمع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وعرض بعض الطلبات الأمنية الأمريكية التي ستفرض حول مبنى السفارة، حيث تعتمد سلطات الاحتلال إجراءات "بيروقراطية" لمثل هذه التدابير، وهو ما حذر منه مسؤولون إسرائيليون على اعتبار أنها ستؤخر موعد نقل السفارة.
وعلى صعيد التطبيع مع الاحتلال، بدأت طائرات تابعة للخطوط الجوية الهندية الهبوط في مطار "تل أبيب"، ضمن مسارها الجديد الذي يمر فوق الأجواء السعودية، وقال وزير النقل في حكومة الاحتلال "إنها المرة الأولى التي تحصل فيها علاقة رسمية بين إسرائيل والسعودية".
التفاعل مع القدس:
خلال اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، تقدمت عددٌ من الدول العربية والإسلامية بطلب وضع بند بند طارئ على جدول الأعمال حول تداعيات قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، وجاء التصويت بأغلبية كبيرة إلى جانب القرار. وفي 25/3 رفض الاتحاد البرلماني الدولي بشكل مطلق قرار الإدارة الأميركية بشأن القدس واعتبره باطلًا بموجب القانون الدولي، وأكد أن جميع الإجراءات والتشريعات التي اتخذتها الدولة العبرية لفرض قوانينها على القدس غير قانونية وليس لها أيّ شرعية. وأعرب الاتحاد عن قلقه إزاء القيود التي تفرضها الدولة العبرية على وصول المصلين إلى الأماكن المقدسة في القدس، داعيًا المنظمات الدولية لاتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على التراث التاريخي للقدس والحفاظ عليه.